دعاء اللهمَّ إنك عفوا كريما تحب العفو فاعفوا

دعاء اللهمَّ إنك عفوا كريما تحب العفو فاعفوا
دعاء اللهمَّ إنك عفوا كريما تحب العفو فاعفوا

يبحث الكثير عن دعاء ليلة القدر ليدعو بها الله في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، ويتقرب المسلمون بهذه الأدعية إلي الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأدعية ليلة القدر كثيرة ومتعددة.

أدعية ليلة القدر

ذكر العُلماء أنّ سبب ورود هذا الدُّعاء كان بسبب سؤال عائشة -رضي الله عنها- للنّبيّ محمد -عليه الصلاةُ والسلام- عن الدُّعاء الذي تدعو به إذا أدركت ليلة القدر، فقال إن تقول:

  • “اللّهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني”، وفي رواية: “اعفُ عنّا”.
  • ومن الروايات التي ذكرت ذلك هي قولها -رضي الله عنها-: (سألَتْهُ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عائشةُ رضي الله عنها إنْ وأفقتها فبِمَ أدعو؟ قال: قولي: اللهمَّ إنك عفوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عني). وأورد هذا الحديث العديد من أهل الحديث، فأخرجه النسائي في السنن الكُبرى، والقضاعيّ في مُسند الشهاب، وغيرهم.
  • وجاء عن الإمام الترمذي زيادة لفظ: كريم، أي: “اللّهم إنّك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنِّي”، وقال عنه: حديثٌ حسنٌ صحيح.
  • وردعن ابنِ عباس رضِيَ اللهُ عنهُما أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ قال: “الْتمِسوها في العَشر الأواخِر من رمضانَ، لَيلةَ القَدْر في تاسعةٍ تَبقَى، في سابعةٍ تَبقَى، في خامسةٍ تَبْقَى”، وهذا الحديث من الأحاديث التي يستدل بها بعض العلماء على أن ليلة القدر تكون إحدى ليالي الأيام الوترية في شهر رمضان.
  • ليلة القدر لها فضل عظيم وكبير ففيها نزل القرآن الكريم وفيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن يَقُمْ ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ له ما تَقدَّمَ من ذَنبِه”، وفيها قال عز وجل: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ”.
  • وكان أكثر دعاء النبي في رمضان وغيره “ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار”، بالإضافة إلى ما ورد عنه صلى الله عليه وسلم، وقاله للسيدة عائشة: “اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى”.

شرح دعاء اللهمَّ إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا

حيث يتضمّن الحديث العديد من الألفاظ، ونذكر معناها فيما يأتي:

  • اللّهم: ومعناها يا الله، ويكون استعمالُها عند الدُّعاء والطّلب، فمثلاً لا يُقال: اللّهم غفور رحيم، بل يُقال: اللّهم اغفر لي.
  • إنّك عفوّ يُعرف العفوّ: ومعناها بأنّه الذي يتجاوز عن سيّئات عباده، سواءً عفا عنهم بتركهم للواجبات أو بسبب ارتكابهم للمُحرّمات؛ لأنّ الذّنب يكون بأمرين؛ إمّا بترك واجب أو بفعل مُحرّم، ومعنى العفو أنّه تجاوز عنهم في الأمرين، ومعنى فاعف عنّي أي: تجاوز عنّي تقصيري في العبادة وارتكابي للمعاصي، والله -سبحانه وتعالى – عفوٌ مع القُدرة، وقال العُلماء: إنّ من معاني العفو؛ أن يأخُذ الإنسان من الناس ما سَهُل منهم، وأن يترُك ما وراء ذلك من الغِلظة، وهي من الصفات الحميدة.
  • العفو: هو التجاوز عن الذُّنوب، وقيل: إنّها مأخوذةٌ من عفت الريح الأثر؛ إذا أزالته، بمعنى مَن يصفح ويغفر، وهو جزءٌ من الإحسان، فمن عفا عن الناس عفا الله -تعالى- عنه، ومدح الله -تعالى- العافين في كثيرٍ من الآيات، كقوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
  • والعفو هو اسمٌ من أسماء الله الحُسنى، وعفو الله -سبحانه وتعالى – شاملٌ لجميع ما يصدُرُ من عباده من الذُّنوب في حال جاءوا بما يُسبّب العفو عنهم؛ كالتّوبة والاستغفار، لِقولهِ -تعالى-: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، والعفو من صيغ المُبالغة؛ فالله -تعالى- لا يزال بالعفو معروفاً.
  • كما أنّ من معاني العفو: الذي لا يتتبّع خطايا عباده، ولا يستوفيها منهم، بل يغفرها ويُزيلها عنهم جميعُها إن تابوا واستغفروا، ولا يُطالبُهم بها يوم القيامة، والعفو أبلغ من المغفرة؛ لأنّ المغفرة تكون للسّتر، والعفو يكون للمحو والإزالة.
  • الكريم: والكريم هو الذي يعفو، وهي من الصّفات الحسنة؛ لأنّ الكريم يعفو عمّن ظلمه أو أساء إليه، كما أنّ اسم الكريم من أسماء الله الحُسنى؛ وهو من الأسماء الجامعة لِكُلّ ما يُحمدُ، فهو الذي يعفو، ويوفي إذا وعد، وإذا أعطى زاد، وهو كثير الخير، والذي يُعطي ولا ينفذُ عطاؤه.
  • تحب العفو: وفيه إثبات المحبّة لله -سبحانه وتعالى-، وأنّه يُحبُّ العفو أكثر من العُقوبة، ورحمتهُ سبقت غضبه، وفيها جواز التّوسل بأسماء الله -تعالى- وصفاته.
  • فاعف عنا: طلب العفو فيه اعترافٌ من العبد بالتقصير الكثير تجاه خالقه -سبحانه وتعالى -، وأنّ الله أولى بالعفو الكثير، وفيه سؤال الله -تعالى- ودُعاؤه بمغفرة جميع الذُّنوب، ومن معانيها: تجاوز عنّي ولا تُعاقبني على تقصيري في طاعتك أو ارتكابي لما حرّمت.

 فضل هذا الدعاء وثمرته

يوجد الكثير من الفضل والمعاني والثمرات لدعائنا الرائع “اللّهم إنك عفوٌ تُحب العفو فاعف عني” الكثير، ومنها ما يأتي:

  • طلب العفو من الله سبحانه وتعالى في جميع الأوقات، وخصوصا في ليلة القدر.
  • أن ينال الإنسان أهمُّ مطالبه من الله سبحانه وتعالى؛ التّخلُص من ذُنوبه وطهارته منها.
  • بعفو الله سبحانه وتعالى ينال الإنسان الثواب والشرف الكبير؛ لِما في ذلك من اتّباع لما أمر الله سبحانه وتعالى عباده من العفو والمُسارعة إلى الخير.
  • التقرب من الله سبحانه وتعالى، وأن يكثر من دُعائه بالعفو والمغفرة، حيثُ إن عفوه يشمل جميع خلقه وجميع الذُنوب إلا الإشراك به، لِقولهِ -تعالى-: (إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً).

ونكتفي بهذا القدر ومهما تحدثنا عن الدعاء وذكر الله سبحانه وتعالى لا ينتهي حديثنا عنهم والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة وندعو الله أن يقدر لنا الخير في جميع شؤون حياتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *