دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية، هذا السؤال يعتبر من الأسئلة الشائعة التي يبحث عنها عدد كبير من الناس، وذلك لأن الصلاة تعتبر فرض على كل مسلم ويجب المحافظة عليها، فإذا خالف أحد ركن من أركان الصلاة تعتبر صلاته باطلة، لذلك في هذا المقال سوف نقوم بالرد على هذا السؤال.
دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية
دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية، حيث أن المسلم إذا ترك واجبا من واجبات الصلاة عن قصد فذلك يعتبر أن صلاته باطلة، ولكن هل دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة ؟ حيث أن دعاء الاستفتاح سنة وليس واجب، كما أنه يأتي بعد الإحرام، وهو كالآتي:
- سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هُنَيَّةً قبل أن يقرأ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بأبي أنت وأمي أرأيتك سكوتك بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالقِرَاءَةِ، مَا تَقُولُ؟ قَال: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ خَطَايَاي كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْني من خَطَايَايَ بِالْثلج وَالماء وَالبَرَدِ)
- عن عائشة رضى الله عنها قالت: كان النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذا افتتح الصلاة قال: (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ).
- عن علي بن أبي طالب، عَنْ رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كان إذا قام إِلَى الصلاة قال: (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ).
- عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، قال سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ رضي الله عنها، بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
- عن جبير بن مطعم، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، فقَالَ: (اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا – ثَلَاثًا – وَالْحَمْدُ اللَّهِ كَثِيرًا – ثَلَاثًا – وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا – ثَلَاثًا – أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ نَفْخِهِ وَنَفْثِهِ وَهَمْزِهِ)
دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة
دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية، حيث أن هذا الدعاء يعتبر سنة مؤكدة ويقال في كل صلاة يوجد بها ركوع وسجود، وذلك مثل الفرائض والعيدين والكسوف والنوافل، أما فيما يخص الصلاة على المتوفي فاختلفوا العلماء في دعاء الاستفتاح في صلاة الجنازة، على قولين هما:
- القول الأول : وهو قول الجمهور من المالكية والشافعية والحنابلة، أن دعاء الاستفتاح لا يسن في صلاة الجنازة، واستدلوا، بأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استفتح في صلاة الجنازة، وأن صلاة الجنازة شرع فيها التخفيف، فناسب ترك الاستفتاح فيها .
- القول الثاني : وهو قول الأحناف، أن دعاء الاستفتاح يسن في صلاة الجنازة، وعللوا ذلك بأنها صلاة، فيستفتح لها، كما يستفتح لسائر الصلوات، واختار بعض الأحناف كالطحاوي رحمه الله أنه لا استفتاح لها.
دعاء الاستفتاح في الصلاة
الصلاة تعتبر صلة بين الإنسان وبين الله سبحانه وتعالى، كما أنها تعظيم لله سبحانه وتعالى، لذلك يبحث الكثير من الناس يتساءلون دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية، وقمنا بالرد على هذا السؤال، ولكن سوف نقدم لكم دعاء الاستفتاح، وهو كالآتي:
- دعاء الاستفتاح في الصلاة هو: دعاء يَدْعي به المصلّي في نفسه بعد التكبيرة الأولى وقبل الشروع بالقراءة، ويعدّ هذا الدّعاء من المسائل الفقهيّة التي بحثها أهل العلم في أحكام الصلاة من حيث الوجوب أو الاستحباب، فقد ذهب عموم أهل الفقه إلى أنّها مستحبة وليست واجبة، ومَن تركها بقصد أو بغير قصد لم يتوجّب عليه شيء، وتكون صلاتُه صحيحة، وقد استدلّوا على ذلك بأن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يُعلّمها للناس إلا عندما سأله عنها أبو هريرة -رضي الله عنه-؛ فقد صحّ في الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ أنّه قال: “كانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذَا كَبَّرَ فِي الصَّلَاةِ سَكَتَ هُنَيْهَةً قَبْلَ الْقِرَاءَةِ، فَقُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي: أَرَأَيْت سُكُوتَك بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ، كَمَا بَاعَدْت بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ”. ولذا قال ابن حزم -رحمه الله- في مصنّفه المحلى، بعد سياق هذا الحديث: وَإِنَّمَا لم نذكر ذَلِكَ فَرْضًا، لِأَنَّهُ فِعْلٌ مِنْهُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ-، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِهِ، فَكَانَ الِائْتِسَاءُ بِهِ حَسَنًا، في حين نجد أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- قد عدّها في رواية على أنّ دعاء الاستفتاح في الصلاة من الواجبات، مع العلم أنّ هذا خلاف المعتمد في فتوى المذهب الحنبلي، بل إنّ كثيرًا من فقهاء الحنابلة لم يتطرّقوا لها أصلًا، والقول بوجوب دعاء الاستفتاح قول ضعيف، لا يعتدّ به.
وبذلك قد نكون تعرفنا على دعاء الاستفتاح من واجبات الصلاة القولية، كما قمنا بالرد وتعرفنا أن دعاء الاستفتاح ليس فرض بل إنه سنة ويمكن أن يقال في جميع الصلوات التي بها ركوع وسجود، أما عن صلاة الجنازة فأختلف العلماء حول ذلك الأمر، كما ذكرنا لكم دعاء الاستفتاح بالتفصيل.