دعاء سيدنا يوسف في الجب، أرسل الله عز وجل الرسل رحمة وقدوة حسنة لنا، وانزل أيضاً لكل نبي بلاء في حياته، وقد ملئت حياة سيدنا يوسف عليه السلام بالكثير من المحن، ومنها محنة البئر، وقد تغلب على ذلك بالدعاء، وسوف نتناول في هذا المقال الكثير من الأدعية التي قالها سيدنا يوسف عليه السلام في هذا الموقف.
دعاء سيدنا يوسف في الجب
ورث سيدنا يوسف عليه السلام الحكمة والنبوة من والده سيدنا يعقوب عليه السلام، وقد كان أجمل ما خلق عز وجل من البشر، مما أثار ذلك الغيرة في نفوس إخوته، والذين اتفقوا على إيذائه وإبعاده، ولكنه تسلح بالدعاء، ومن دعائه عليه السلام وهو في الجب ما يلي:
- قال له جبريل: يا يوسف كفَّ عن هذا واشتغل بالدعاء، فإن الدعاء عند الله مكان، ثمَّ علَّمَه فقال: قل اللهم يا مؤنسَ كل غرِيبٍ، ويا صاحب كلّ وحِيدٍ، ويا ملجأ كل خائفٍ.
- ويا كاشف كل كربةٍ، ويا عالم كل نجوى، ويا منتهى كل شكوى، ويا حاضرَ كل ملأ.
- يا حي يَا قيومُ أسألك أن تقذف رجاءك في قلبي، حتَّى لا يكون لي همٌّ ولا شغل غيرك، وأن تجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، إنك على كل شيء قديرٌ”.
- وذكر الضحاك دعاء آخر للنبيّ يوسف -عليه السلام- في البئر، حيث قال: “يا صانِع كل مصنوعٍ، ويا جابر كلّ كسيرٍ، ويا شاهد كلّ نجوَى، ويا حاضر كلّ ملأ، ويا مفرج كلّ كرْبَةٍ، ويا صاحب كلّ غرِيبٍ، ويا مؤنسَ كلّ وحيدٍ، إيتنِي بالفرج والرجاءِ، واقذف رجاءك في قلبي حتى لا أرجو أحدًا سواك”، ويُذكر أنَّ الله قد أخرجهُ في صبيحة ذلك اليوم من الجب.
حقيقة دعاء سيدنا يوسف في الجب
ورغم استحسان العلماء لكلمات الدعاء السابق، وأن ليس بها شيء يتنافى مع الشريعة الإسلامية، إلا أن ذلك الدعاء لم يرد في الكتاب أو السنة النبوية الشريفة، ولكن قد تم ذكره فقط في الإسرائيليات، ولكن يستحب أيضاً للمسلم إذا تعرض لابتلاء مشابه لذلك أن يدعو الله عزّ وجل بمثل تلك الأدعية:
- اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله،
- ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم،
- اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل،
- اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا. رواه الإمام أحمد.
- في صحيح البخاري وغيره عن أنس قال: كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
- اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
- اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وفتنة القبر، وعذاب القبر، ومن شر فتنة الغنى،
- ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد،
- ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم) متفق عليه.
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذه الدعوات:
- (اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع، ونفس لا تشبع)،
- ثم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع) رواه النسائي، وصححه الألباني.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم:
- (يتعوذ من سوء القضاء، ومن درك الشقاء، ومن شماتة الأعداء، ومن جَهْد البلاء) رواه مسلم.
دعاء للخروج من المحن مستجاب
فليعلم كل صاحب كرب أن مهما اشتد كربه فلابد له من زوال، لذا فيجب التأدب مع الله عز وجل في أوقات الشدة والرضا والصبر الجميل، وألا يقنط من دعائه لله عز وجل، ومن أدعية الفرج ما يلي:
- كان رَسُولَ اللهِ -صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ عِنْدَ الْكَرْبِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ.
- اللهم إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي.
- اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت.
- وفي دعاء لفك الكرب الشديد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: دعوةُ ذي النُّونِ؛ إذ دعا بها في بَطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ سُبْحانَكَ، إنِّي كنتُ مِن الظالمينَ، فإنَّه لن يَدعُوَ بها مسلمٌ في شيءٍ إلَّا استجابَ له.
- لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، وأفوض أمري الى الله إني الله بصيرًا بالعباد”.
- لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيم.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية حديثنا عن موضوع، دعاء سيدنا يوسف في الجب، ونكون أيضاً قد ذكرنا الكثير من الأدعية الخاصة بهذا الموضوع، ونرجو أن نكون قد وفقنا في هذا المقال.