شهر شعبان من الشهور المباركة حيث أنها تفصلنا عن الشهر الكريم شهر رمضان، أيضا يوم الجمعة يعتبر يوم عيد بالنسبة للمسلمين وفيه ساعة مستجاب فيها الدعاء ولا يرد، وبالنسبة ليلة النصف من شعبان فهي من الكنوز، بالنسبة المؤمن حيث أن الله سبحانه وتعالى يغفر فيه لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن وذلك يحرص المسلمين بالدعاء في هذه الليلة المباركة.
دعاء جمعه النصف من شعبان
يعتبر الدعاء من أرقى وأعظم العبادات التي يمارسها العبد المسلم، حيث أنه أقرب وأقصر الطرق للوصول إلى ما يبتغي الإنسان ويتمناه، وخاصة في مواسم الطاعات حيث أنه من مواطن استجابة الدعاء مثل ليلة النصف من شعبان وعندما أيضا تتوافق مع يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويهتم المسلمون في هذا اليوم بالبحث عن أفضل صيغ الدعاء ونذكر لكم بعض منها.
- اللهم إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك، سمّيت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي.
- اللهم في هذه الليلة المباركة افتح أسماعنا وأبصارنا واذكرنا إذا غفلنا عنك بأحسن ما تذكرنا به إذا ذكرناك، وارحمنا إذا عصيناك بأتم ما ترحمنا به إذا أطعناك، واغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر، فالطف بنا لطفا يحجبنا عن غيرك ولا يحجبنا عنك فإنك بكل شيء عليم.
- اللهم إنا نسألك التوبة الكاملة، والمغفرة الشاملة، والمحبة الجامعة، والخلة الصافية، والمعرفة الواسعة، والأنوار الساطعة، والشفاعة القائمة، والحجة البالغة، والدرجة العالية، وفك وثاقنا من المعصية، ورهاننا من النقمة بمواهب المنة.
- اللهم إنا نسألك أن تجعل تسبيحنا وتقديسنا وذكرنا تذكيرا لنا بجلالك وكمالك وجمالك، واجعلنا ممن يقرنون القول بالعمل، والمجتهدين في طاعتك بالسعي وصدق الأمل، واجعل لنا من نظام ملكك البديع مثلا يحتذى في كل فعل أو صنيع.
- اللهم إنا نسألك في ليلتنا المباركة اللطف فيما قضيت، والمعونة على ما أمضيت، وأستغفرك من قول يعقبه الندم، أو فعل تزل به القدم، فأنت الثقة لمن توكل عليك، والعصمة لمن فوض أمره إليك {وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}.
فضل الدعاء في ليلة النصف من شعبان
تعد هذه الليلة من أفضل الليالي المباركة لدى المسلمين حيث أنها يطلق عليها ليلة البراءة وقد تم تسميتها بهذا الاسم نظرا لكثرة ذكرها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر فضلها والثواب الذي ينتظر المسلمين من يوم نهارها وقيام ليلها والدعاء فيها، ولها فضائل وبركات كثيرة حيث يغفر الله عز وجل لعباده التائبين الذين يخلصون في التوبة ومن أفضل الأدعية التي يدعو بها المسلمون في هذه الليلة ما يلي:
- اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد المرسلين محمد الأمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الشجعان والمجاهدين، من أرسله الله رحمة للعالمين، خاتم النبيين وأمام المتقين، من أخذ عن الروح الأمين، ووصفه الله بالخلق العظيم، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، وعلى آلة الطيبين الطاهرين، وأصحابه الميامين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبلغ اللهم كل من صلى عليه أفضل تحية وأزكى تسليم، ولكل من قال آمين يا رب العالمين.
- اللهم، يا الله، يا نور، يا قدوس، يا حي، يا رحمن، في هذه الليلة المباركة اغفر لنا الذنوب التي تحل النقم، واغفر لنا الذنوب التي تغير النعم، واغفر لنا الذنوب التي تورث الندم، واغفر لنا الذنوب التي تنزل البلاء، واغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء، واغفر لنا الذنوب التي ترد الدعاء، واغفر لنا الذنوب التي تكشف الغطاء، اللهم إنا نسألك في ليلتنا هذه أن تكشف عنا الوباء والبلاء.. فقد استودعناك ربنا أنفسنا وذرياتنا وسائر أهلنا ووطننا.. فيا لطيف ما أسرعك لتفريج الكروب في أوقات الشدائد، وألطف بنا في قضائك وقدرك الذي قدرته علينا بحولك وقدرتك وفضلك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ.
- رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ” [الدخان: 12] (52) ” رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
- “[ اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا أو محروما أو مطرودا أو مقترا علي في الرزق، فامح اللهم بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي واقتار رزقي، و أثبتني عندك في أم الكتاب سعيدا مرزوقا موفقا للخيرات، فإنك قلت وقولك الحق في كتابك المنزل على لسان نبيك المرسل : “يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَاب”، إلهي بالتجلي الأعظم في ليلة النصف من شهر شعبان المكرم، التي يفرق فيها كل أمر حكيم ويبرم، أن تكشف عنا من البلاء ما نعلم وما لا نعلم وما أنت به أعلم، إنك أنت الأعز الأكرم وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آلة وصحبه وسلم.
ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة
بالإضافة إلى ما ليلة النصف من شعبان من أهمية حيث أنها يوم البراءة من الذنوب والخطايا، ورفع الأعمال إلى الله عز وجل، ويستحب فيها الدعاء والتوسل إلى الله سبحانه وتعالى لينال المسلم خيري الدنيا والأخرة، وهي أيضا وافقت اليوم الذي تم فيه تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام، فهي ليلة لها أهميتها لكل المقاييس.
- اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ.
- اَللّهُمَّ نَبِّهني فيهِ لِبَرَكاتِ أسحارِهِ، وَنوِّرْ قَلْبي بِضِياءِ أنوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ أعْضائِي إلى اتِّباعِ آثارِهِ بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ العارفينَ.
- اللّهُمَّ وَفِّر فيهِ حَظّي مِن بَرَكاتِهِ، وَسَهِّلْ سَبيلي إلى خيْراتِهِ، وَلا تَحْرِمْني قَبُولَ حَسَناتِهِ يا هادِيًا إلى الحَقِّ المُبينِ.
- اللّهُمَّ افْتَحْ لي فيهِ أبوابَ الجِنان، وَأغلِقْ عَنَّي فيهِ أبوابَ النِّيرانِ، وَوَفِّقْني فيهِ لِتِلاوَةِ القُرانِ يا مُنْزِلَ السَّكينَةِ في قُلُوبِ المؤمنين.
وفي نهاية هذا المقال نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم كل تهتمون لمعرفته عن ليلة النصف من شعبان وفضلها وفضل الدعاء والتضرع إلى الله عز وجل في هذه الليلة المباركة حيث أن الدعاء هو العبادة، وخاصة عند استهداف مواطن استجابة الدعاء كليلة النصف من شعبان.