يتلفظ الإنسان دائما بالأدعية جهرا وسرا، ومن هذه الأدعية دعاء السفر، ففي أثناء سفره وخلال رحلته إلى أي مكان بعيدا يحتاج الإنسان الى الدعاء لان الدعاء ينزل عليه السكينة والطمأنينة، ونقدم في مقالنا هذا دعاء السفر الصحيح.
دعاء السفر الصحيح
فالله سبحانه وتعالى رزقنا بالدعاء لنتقرب إليه وندعوه ليصلح حالنا لأحسن حال ومن الأدعية الموجودة دعاء السفر، ففي هذا الدعاء بركة كبيرة وراحة لا توصف وحماية للمسافر من أي عواقب من الممكن أن تقابله واقبل كثير من الناس على هذا الدعاء لإقبالهم الشديد للسفر لطلب الرزق، ومن هذه الأدعية الآتي:
- «سُبْحَانَ الّذِي سَخّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإِنّا إِلَىَ رَبّنَا لَمُنْقَلِبُونَ، اللّهُمّ إِنّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرّ وَالتّقْوَىَ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَىَ، اللّهُمّ هَوّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنّا بُعْدَهُ، اللّهُمّ أَنْتَ الصّاحِبُ فِي السّفَرِ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ، اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ».
- دعاء السفر كما ورد عن النبي: كان النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” يقول: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل”.
- دعاء المسافر لنفسه؛ حيث كان رسول اللّه “صلى الله عليه وسلم” إذا سافر يتعوّذ من وعثاء السّفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور (النقص بعد الزيادة)، ودعوة المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال”. رواه مسلم.
- دعاء الركوب للمسافر: “بسم الله الحمد لله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، الحمد لله الحمد لله الحمد لله، الأكبر الله أكبر الله أكبر، سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت”.
دعاء العودة من السفر
فواجب على كل مسلم أن يدعو بعد عودته من سفره بهذه الأدعية لكي. يحفظه الله من كل شر يقابله أيضا ف الرجوع وأن يحمد الله على انه رجع سالما غانما إلى أهله ومن هذه الأدعية الآتي:
- دعاء العودة من السفر كما ورد عن النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”: “الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل، آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون” (رواه مسلم).
- وعن ابن عمر رضي اللّه عنهما: أنّ رسول اللّه “صلى الله عليه وسلم” كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبّر ثلاثا، ثمّ قال: سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين، وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون، اللّهمّ إنّا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتّقوى، ومن العمل ما ترضى، اللّهمّ هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنّا بعده، اللّهمّ أنت الصّاحب في السّفر، والخليفة في الأهل، اللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل والولد”.
- وكان النّبيّ “صلّى الله عليه وسلّم” إذا عاد من الحجّ أو العمرة كبّر ثلاثا، ثمّ قال: “لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربّنا حامدون، صدق اللّه وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده ” متفق عليه.
- وعن أنس رضي اللّه عنه قال: أقبلنا مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حتّى إذا كنّا بظهر المدينة قال: “آيبون، تائبون، عابدون، لربّنا حامدون” فلم يزل يقول ذلك حتّى قدمنا المدينة” رواه مسلم.
- دعاء للمسافر إذا دخل قرية أو بلدة فيقول: اللهم رب السموات السبع، وما أضللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، أسألك خير هذه القرية، وخير أهلها، وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها وشر ما فيها، ودعاء المسافر إذا نزل منزلا في سفر أو غيره يقول: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.
- ما يقول في السفر في السحر: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا كان في سفر أسحر يقول: سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا وأفضل علينا، عائدا بالله من النار. (رواه مسلم).
- حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا بقية حدثني صفوان حدثني شريح بن عبيد عن الزبير بن الوليد عن عبد الله بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل قال يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك وشر ما خلق فيك ومن شر ما يدب عليك وأعوذ بالله من أسد وأسود ومن الحية والعقرب ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد.
- دعاء تهوين السفر “اللَّهمَّ هوِّن علينا سفرنا هذا واطْوِ عنا بُعده”.
دعاء المسافر للمقيم
كذلك يدعو المسافر للمقيم بأن يحفظه الله بحفظه، ومستحب أن يدعو المسافر لأهله وأقاربه وجيرانه، ومن هذه الأدعية الفاضلة كما يلي:
- عن سالم بن عبداللّه بن عمر: أنّ عبداللّه بن عمر رضي اللّه عنهما كان يقول للرّجل إذا أراد سفرا: ادن منّي حتّى أودّعك كما كان رسول اللّه “صلى الله عليه وسلم” يودّعنا فيقول: أستودع اللّه دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
- يستحب أن يقول المسافر للمقيم عند سفره: “أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه”.
- فقد كان النبيّ “صلّى الله عليه وسلّم” أحسن الناس عشرة لأصحابه، وفي هذا الحديث يقول أبو هريرة رضي الله عنه: “ودّعني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم”، وهذا عند مفارقته بسفر أو نحوه، فقال له النّبيّ “صلّى الله عليه وسلّم”: “أستودعك الله الّذي لا تضيع ودائعه”، أي: أجعلك وديعة محفوظة عند الله، وهو سبحانه خير الحافظين للودائع والأمانات، وهذا من دعاء المقيم للمسافر.
إن هذه الأدعية ضرورية لكل مسلم ومسلمة فيجب علينا جميعا أن نحفظها ونتلفظ بها، وهنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا دعائنا، ويقبلنا من الصالحين آمين.