دعاء استخارة العمل من الأمور التي تريح القلب عندما تنقلب الحياة العملية للأفراد، فيقف الإنسان ضائعًا ولا يعرف أين الخير، وما يلزمه، فيدعو الله بدعاء الاستخارة للعمل لهديته وتوجيهه وتنوير بصيرته وتهدئة قلبه لما سيأتي، كما يجعل ما يستقر الإنسان عليه مريح بالنسبه له ومتأكد بأنه هو خير من الله.
دعاء استخارة العمل
عندما يضيق الأمر علينا نلجأ إلى الله تعالى من خلال صلاة الاستخارة، وهي صلاة من النوافل، حيث نصليها كأي صلاة مكتوبة ولكن ما يميزها عن غيرها أن لها دعاء مخصص لها يسمى دعاء الاستخارة وهو كالأتي:
- الدعاء الأول: اللَّهُمَّ إنِّي أستعطفك بِعِلْمِكَ، وأستجير بك بِقُدْرَتِكَ، وأطلب منك مِنْ فَضْلِكَ الكبير، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ أن يلهمني الصواب، وتريح قلبي وتلهمني الأصلح لي.
- الدعاء الثاني: اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا العمل (يذكر العمل) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدُرْهُ لِي وفقني له وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ.
- الدعاء الثالث: اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا العمل (يسمى العمل) شَرٌّ لِي فِي دِينِي ودنياي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ أرضني بِهِ.
دعاء استخارة للعمل الجديد
يعد العمل من الأنشطة المهمة التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها، فهو مصدر رزقه الذي قسمه الله تعالى عليه، فقد يجد الإنسان نفسه أحيانًا في حالة من الضيق والتردد عندما يعرض عليه عمل ما، فيلجأ إلى إستخارة ربه بالدعاء ومن بين تلك الأدعية التالي:
- اللهم إني وكلتك أمري كله، فأرشدني إلى ما فيه الخير يا رب العالمين.
- اللهم فرج كربتي وأذهب وحر قلبي، واشفني من القلق والاضطراب، وأرشدني الأصوب دائمًا.
- اللهم ياحنان يامنان أسالك أن عملي هذا لو خير لي فارزقني به رزق حلال وإن كان شر لي فأبعده عني.
- ربنا أنت علام الغيوب أستشيرك أن عملي هذا خيرا لي فقدره ويسره لي ثم بارك لي فيه ثم أن لم يكن خيرا لي فاصرفه عني ولا تعلق قلبه بشيء.
- اللهم إني أسألك من الخير عاجله، وأصلي لي ديني الذي هو عصمة أمري، ودنياي التي فيها معاشي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير،واجعل الموت راحة لي من كل شر.
دعاء استخارة للعمل بدون صلاة
يمكن استخدام دعاء الاستخارة للعمل بدون صلاة، أي بدون صلاة الركعتين النافلتين في الاستخارة، حيث يتكئ الإنسان على ربه، ويواجه القبلة، ويدعو بدعاء الاستخارة من خلال الأدعية القادمة:
- يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين، اللهم امنحني القدرة على الاختيار الصحيح، ولا تتركني إلى نفسي أو الشيطان.
- اللهم بلطفك يا لطيف يا حنان يا منان ارزقني عملاً يغنيني عن الاحتياج للناس، ويعفي عن ذل المسألة، ووفقني لحسن الاختيار يا قدير.
- اللهم ارزقني عملاً يعينني على ديني ودنياي وعاقبة أمري، اللهم سخر لي علامة ترشدني إلى ما ينفعني، وما في الخير، واحفظني من الوقوف في ما لا يرضيك.
- اللهم إن كان هذا العمل فيه خير لي فعظمه في قلبي، وارزقني الثبات، ولا تشقيني به، ووفقني لإنجازه، وإن كان شرًا لي فاصرفه عني.
ما يقال في دعاء وصلاة الاستخارة للعمل؟
إن اتخاذ القرار الصائب ليس أمراً سهلاً، بل هو أمر يحتاج إلى رزق إلهي، وعون إلهي، ونجاح يتجاوز قدرة الإنسان، وصلاة الاستخارة ودعائها يتمثل في مجموعة من الأدعية كالتالي:
- وكانت دار الإفتاء المصرية، أوضحت أنّ في صلاة الاستخارة يصلي المسلم ما يشاء من القرآن الكريم، ويستحب له أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة: «قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ»، وفي الثانية: «قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»، وناسب الإتيان بهما في صلاة يراد منها إخلاص الرغبة وصدق التفويض وإظهار العجز لله عز وجل.
- وتابعت أنّ بعض استحسنوا أن يزيد في صلاة الاستخارة على القراءة بعد الفاتحة قولَه تعالى: «وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ» [القصص: 68-69] في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية قولَه تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا» [الأحزاب:36].
- وقال العلامة الطحطاوي في «حاشيته على مراقي الفلاح شرح نور الإيضاح» (ص: 397 ، ط. دار الكتب العلمية): [قوله: «فليركع ركعتين» يقرأ في الأولى بـ«الكافرون»، وفي الثانية بـ«الإخلاص»، وقال بعضهم: يقرأ في الأولى بقوله تعالى: «وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ» إلى «يُعْلِنُونَ»، وفي الثانية بقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ» إلى قوله: «مُبِينًا»
- اللهم يامسخر القوي للضعيف، ومسخر الشياطين والجن والريح لنبينا سليمان، ومسخر الطير والحديد لسيدنا داوود، ومسخر النار لنبينا إبراهيم، اللهم سخر لي عملاً صالحًا، بحولك وقدرتك وعزتك وقوتك، أنت القادر على ذلك وحدك لا شريك لك.
- اللهم إن كنت تعلم أن تلك الوظيفة (ويسميها باسمها) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاقدرها لي ويسرها لي، اللهم أن كنت تعلم أن تلك الوظيفة المعروضة علي (ويسميها باسمها) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفها عني واصرفني عنها.
إلى هنا نكون انتهينا من مقال اليوم حيث كان بعنوان دعاء استخارة العمل، وهي من الأدعية التي يجب أن يرددها المرء في حال كان قادم على وظيفة ما، فيردد دعاء الاستخارة للعمل ليبين له الله ما إذا كان هذا العمل خير له أم لا.